الجواب عن الاستدلال على مشروعية المولد النبوي بحديث صوم الاثنين

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيد ولد آدم نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد قال بعضهم: دليلنا على مشروعية الاحتفال بـالمولد النبوي: قوله ﷺ عن صوم يوم الاثنين:

(ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بُعثت -أو أُنزل علي- فيه) أخرجه مسلم.

وهذا من أغرب الاستدلالات!

 فأولا: الحديث يقرر فيه ﷺ: (الصوم)، وهم يقررون: (احتفالا) فيه أشياء كثيرة، ليس منها الصوم!

فأين هذا من هذا؟!

ثانيا: الحديث في صوم يوم (الاثنين) من كل أسبوع؛ وهم يقولون باحتفال في يوم (الثاني عشر من

ربيع الأول) كل عام! فأين هذا من هذا؟!

لسان حالهم في هذا الاستدلال العجيب: كما أن لرسول الله ﷺ أن (يشرع) حكما محددا بوقت

معين؛ فنحن -أيضا- لنا أن (نشرع) حكما محددا بوقت معين!

أي: كأنهم يقولون: النبي ﷺ سنّ صوم الاثنين لأنه يوم مولده؛ فنحن نجعل احتفالا في يوم آخر

(12/ربيع1) لهذا السبب؛ فله ﷺ أن يُحدّد، ولنا أن نُحدّد!

ثالثا: كأنهم يقولون -أيضا-: كما أن للنبي ﷺ أن يحدد عملا بسبب يوم مولده؛ فلنا أن نحدد

عملا -أو أعمالا- لهذا السبب!

مضارعةٌ للتشريع أخرى .. شعروا أو لم يشعروا!

رابعا: لو أن شخصا قال: لأجل أن يوم الاثنين يوم مولده فسأصلي ١٠ ركعات! فلا يختلف العلماء

أن فعله بدعة؛ إذ الواجب الوقوف مع النص بلا زيادة أو تغيير.

فالنبيﷺ بلّغ عن ربه حكما يكون في يوم الاثنين -وهو الصوم، وإن كان سببه كونه يوم مولده ويوم

مبعثه- فكيف بتحديد يوم آخر، بأعمال أخرى؟

أأنتم أعلم أم الله؟!

خامسا وأخيرا: إذا كنتم فرحين -حقا- بمولده ﷺ؛ فلمَ لا تكتفون بما جاء في السنة: (صوم يوم

الاثنين)؟

أم أنكم ترون أن ما جاءت به السُنة ناقص غير كافٍ؟

فأيُّ خذلانٍ بعد هذا!

 والخلاصة أن الحديث ليس لهم فيه مستمسك؛ بل هو حجة عليهم لا لهم.

أسأل الله أن يهدينا إلى الرشد، وأن يعيذنا من الإحداث في دينه، والله تعالى أعلم.

 

 وكتبه: صالح بن عبد العزيز بن عثمان سندي

11/3/1436هـ

 

  

 

عودة للمسائل العلمية